Telegram Group Search
في البعيد،
النّواقيس تئّن في ضوضاء قاتمة
لا أعلم ما العمل:
سعادتي ماتت وقلبي يُثقل.

في صمتِ الطّيف تهرب الساعات،
غوغاء العالم في الأقاصي ترّن، وكذا خواره.

لا أعلم ما العمل:
قلبي يُثقل وسعادتي ماتت.

الليل،
داكن جداً
مفزع جداً
إنّه الضّوء الشاحب الجيفيّ للقمر.
لا أعلم ما العمل:
تهيج العاصفة، لا أسمعها.

بلا توقّف أو راحة،
صامتاً إلى الشاطئ أمشي
نحو الموج، نحو القبر،
قلبي يُثقل وسعادتي ماتت.

فريدريك نيتشه
إلهي،
تحول القفصُ إلى طائر
وحلّق بعيدًا
وقلبي مجنون
لأنه يعوي على الموت
ويضحك من خلف الريح
على هلاوسي
ماذا أفعل بالخوف؟
ماذا أفعل بالخوف؟
الضوء لم يعد يرقص خلالي،
والمواسم تحرق الحمام في أفكاري،
لتمضيا إلى حيث الموت
يعلّم الموتى كيف يعيشون ،

إلهي ،
يعاقب الهواءُ وجودي
خلف الوحوش
ثمّة وحوشٌ تشرب دمي
إنّها الكارثة!
-لا فراغ -
إنّها لحظة وضع قفلٍ
على الشفاه
لسماع صراخ الملعونين،
للتفكير في كلّ اسمٍ
من الأسماء المعلقة داخلي!

إلهي أستهلكت حياتي كلّها في لحظة
الآن يبدو كل شيء زائلاً ،
لا مزيد من أجلي
إذن،
كيف يمكنني ألاّ أنتحر أمام مرآة ؟
أختفي،
ثم أعاود الظهور في البحر
حيث ينتظرني
قاربٌ كبيرٌ مع أضواء مشعلة
كيف لا أمزّق عروقي
وأبني بها سلمًا
للهروب نحو الجانب الآخر من الليل
لقد وَلَدَتْ البدايةُ نهايتي ،
كلّ شيء سيبقى على حاله
الابتسامات البالية
الرغبات الأنانية
الأسئلة من حجرٍ إلى حجر
الأيماءات التي تحاكي الحب
**
كلّ شيءٍ سيبقى على حاله
لكن ذراعاي تصران على أحتضان العالم
لأنه لم يدرك أن الأوان قد فات بالفعل

إلهي أخِرج التوابيت من دمي
اتذكر طفولتي،
عندما كنت أمرأة عجوزًا
ماتت الزهور في يدي
وحطمت رقصة الفرح الوحشية قلوبهم
اتذكر الصباحات المشمسة السوداء
عندما كنت صغيرة،
ذلك يعني الأمس
ذلك يعني منذ قرون بعيدة
إلهي،
تحول القفص إلى طائر
وقد التهم آمالي جميعًا

إلهي
تحول القفص إلى طائر
فماذا أفعل بالخوف

أليخاندرا بيثارنيك
من أي الينابيعَ ُصدر هذا الليل؟
وهل لليل ينبوع؟
أحياناُ ترى فيه أشياء التي لا ترى في الضوء.
وما الفرق بينهما؟
ينبوع في الخارج
الضوء
والليل ينبوع فيك.
لست الظلمة
َ أجل تلك التي ترى.
ماذا لو طلبت منك الصمت؟
ُقد يقول الصمت كلاماََ
ُأجل، ولكنني أقصد كل معاني الصمت
غير ممكن.
ماذا تعني هل كل ما في الحياة كلام؟
بشكل ما.
لم يبق إذن إلا الموت؟
إنه الوحيد الذي يثرثر فينا
دون انقطاع..

_شوقي عبد الأمير
▪️ ما يتبقّى معنا

سيرجي يسنين
ترجمة: حسب الشيخ جعفر

إنّ ما يتبقّى معنا
قد وُسِمَ، منذ الصغرِ، بميسمٍ خاصّ.
فلو لم أصبح شاعرًا
لربما أصبحتُ لصًّا أو نصّابًا.

نحيلًا، قصير القامةِ
كنتُ بين الصبيان أكثرهم جرأةً،
غالبًا ما كنت أعود
بأنفٍ مدمّى إلى البيت.

ولأمّي التي تستقبلني مرتعبة
كنتُ أقول من خلال أسناني الدامية:
لا بأس، لقد تعثّرتُ بحجر،
كلّ شيء سيندمل مع الصبح.

والآن، وقد خمدَ
وحلُ تلك الأيام الفائر،
فإنّ قوّةً وقحةً، قلقةً
قد بدأت تتدفّقُ في أشعاري.

إنّ أكوامًا من اللفظِ الذهبيّ لمّا تزل معي،
وفوق كلّ سطرٍ
تنعكسُ بلا انقطاع
جرأة الطائش العربيد السابقة.

ومثلما كنتُ أبقى فخورًا، باسلاً
على الأرض البكر وحدها تتقدّم بي خطاي..
فإن كنتُ، من قبل، قد ضُربتُ على وجهي
فاليوم أراني سابحًا في دمائي.

غير أني لم أعد أغمغم لأمّي،
إنما وسط حشدٍ من الأوباش المقهقهين:
لا بأس، لقد تعثّرتُ بحجر
كلّ شيء سيندمل مع الصبح.
أدونيس:

".. تنهّدْ يا وحيداً مثلي، تنهّدْ مكسورَ الخاصرة؛ يائساً يائساً تنهّدْ.
لن أُمَوِّهَ جذورَ الطاعون - تحت شجرة يأسي أتفيّأ؛ أجلسُ على أهدابي وأنتظرُ نسرَ الموت.
على كتفَيْ غمامةٍ هاجرَ الأمل. كسر مزاميرَهُ في صدري. أسمعُ طريقاً تنزفُ شقائقَ وأكفاناً، أسمعُ نحيباً في الشوك.
أسمّيكَ أيها اليأسُ لكنَّكَ لا تُسمّى. بعد الآن لن نفترقَ ولن نمشيَ معاً بعد الآن.."

Artwork by: lenora Carrington
"أول اللقاء"

أدونيس
"رجلٌ وامرأهْ
يلتقي فيهما قَصَبٌ وأنينٌ
يلتقي مَطرٌ وغبارٌ،
يتهاوى الرّكامُ،
وتشتعلُ اللغةُ المطفأه
أيّنا الغيمةُ المقبلهْ
أيّنا دفترُ الحزنِ؟ أسألُ
عيناكِ تِيهٌ،
ووجهكِ لا يسمع الأسئلهْ،

وأنا منتهى الليلِ، أعشَقُ كي أبدأهْ
وأقول التقى
رجلٌ وامرأه
رجلٌ وامرأهْ…".
"في الباص"

صحةُ جسدي تستدعي ساعةَ مشيِِ متباطئ
ولأني أستثقلُ وحدةَ خطواتي دونَ أنيس،
أو أرتابُ من الذكرى (في الليلِ بشكلِِ خاص)
أنتظرُ الباص
حمراءَ، لها ما للبيتِ الآهلِ من دفءِِ وضجيج ونيون
يؤنسني فيها وجهُ الإنسانِ بفعلِ فرداتهِ
الوجهُ الخامُ؛ الغافلُ عما يعتملُ وراءَ قناعهِ
الوجهُ المرآة؛ الكاشف عن أسرارِ مسرتهِ أو أوجاعهِ
ولأجلِ تأملهُ عن قربِِ، لحظةَ يدخل،
أنتخبُ المقعدَ الأول،
وعلى وجهي سيماء رضا من راضِِ الدنيا حتى روضها.
حمالةُ بنطالي
لا تسمحُ للبنطالِ إذا ما أتسعَ بفعلِِ هزالي،
أن يهطل.

_فوزي كريم
Forwarded from Ali Rahman
يلتهمُ الريحَ النملُ الأصفر.
وهتفتُ بضبابٍ يصهرُ، في الرئتينِ، أعشاشَ الوقتِ،
فأنا ناديتُ؛ ناديتُ يديكِ تشدُّ على معصميَ النهرَ،
ناديتُ عيونَكِ تُبحرُ، تبتسمُ،
فأنا ناديتُ، ناديتُ؛ من غيرُكِ شَيّدَ بُرجَ النّعناعِ
على قلبٍ يتآكلُ منه الجُمّار!
وغفوتُ وماتَ الصوت.

-علي رحمن
-أنا خائفُ قالَ وهو يُظهر كتابهُ
هناكَ اسمي الذي يريدُ قتلي.
-لا تخفْ، قلتُ، إنكَ ميتُ سلفاََ.
-الخوفُ من الاسمِ
-أجل، الخوف من لا شيءْ

_برنار نويل

-ترجمة: محمد بنيس
ياللهول ! أتذكر ! أتذكر ! أجل ! ذلك الكوخ القذر ، مثوى الضجر الأزلي ، إنه مسكني ، ها هو الأثاث الأحمق ، المغبر ، المهشم ، والموقد بلا لهيب ولاجمر ،  ملطخ بالبصاق ، والنوافذ الحزينة ، حيث حفرت الأمطار أخاديد في الغبار ، المخطوطات الناقصة أو المشطوبة ، والروزمانة التي خُطت عليها التواريخ المشؤومة ! وهذا العطر  الحالم الذي كنت أنتشيه بحساسية فائقة للأسف حلت محله رائحة التبغ ، ممزوحة بما لا أعلم ، وها أنذا أتشنق زنخ الأسى.
في هذا العالم الطافح بالقرف ، شيء واحد معروف يبتسم لي ؛ قنينة الخمر صديقة قديمة رهيبة وككل الصديقات فهي للأسف ! تزهر بالمداعبات والخيانا.

_بودلير
أخافُ أن يسبقني شيء ما
قطار ما
(رغم أنني لستُ كثير الأسفار)
وأخاف أن أذهب
لا أجد المحطة
فلا أسافر
أو أجدها
ولا أسافر أيضاََ
كيف يكون السفر
حين ترحلُ العيونُ
ويبقى السفر مترسباََ كبلور الضحكات
على أرضِ المقاهي ؟
كيف يكون السفر إيماءة في البعيد
حين ترحلُ المحطاتُ
وتبقى القطاراتُ الغريبة.
هذه حكاية..

_بسام حجار
Forwarded from Ali Rahman
هي ذي روحُكِ تذيبُ العظامَ؛
كي تتحولَ إلى ماءٍ أطرافُ أصابعي،
تنفخُ بلسانٍ طريٍّ على لساني،
فألمِسُ عظمةَ رقبتِكِ،
وخيولٌ ميّتةٌ تجرُّ عرباتِ الليلِ في صدري.
هي ذي روحيَ؛ تلفُّ الشمسَ بالصمغِ
وتتنفسُ من أسنانِك رائحةَ الزهْرِ والينابيع.




وفي البئرِ وقفتُ بنصفِ جسدٍ يغرقُ،
أرفعُ يدًا مسّت أوردةَ خدِّكِ؛
لتدخلَ في أوردتي الريحُ،
للريحِ باسمكِ أرفعُ يدي حاملاً قرونَ الغزلانِ
وليتباركْ بعظاميَ الوقتُ والنبات!

.
.
علي رحمن
((حتى لو كانوا 955 مليوناََ وأنا وحدي، هم المخطئون يا لولا، وأنا على صواب لأنني الوحيد الذي يعرف ماذا يريد ، لم أعد أريد أن أموت ))

_لوي فردينان سيلين
طوبى للشفةِ تقبلُ شفةً،
لأصابعَ ترعى رغبتها فوق الخصر العاري،
للإنسِ يقول، على مدخل بيت النسيان: تفضّل قبلي.
للأعزلِ حينَ يفضّلُ بيتَ زجاجٍ مثلي
كي يعرفَ ثِقلَ حصاةٍ إذ تُرمى،
عن غيرِ معادٍ من كفِّ القدرِ الأعمى.

-فوزي كريم
▪️أدونيس

مرآة الأرض
هذا الذي يلج في سريرتي
يقتلع النخيل والقباب والأجراس
يضرب وجه الأرض ،
هذا الدَّمُ الرّافض ،
هذا الرّفض تلهف آخر، واشتعالٌ
باسم الغد الطالع باسم الأرض -
مملكة التاريخ ، والحضور ، والأعراس
تلهف آخر ، واشتعالٌ
بالزمن الفاتح راحتيه
مثليَ ، بالأرض ونور الأرض .

Artwork by Arnold Böcklin “Odysseus and Calypso, 1883”
-أدونيس:
.
.

ففي دمي دهرٌ من السبايا
دهرٌ من الخطايا يجرفه موتي ، وحول وجهي حضارةٌ تموت .
وها أنا كالنهر
أجهل كيف أُمسك الضفاف
أجهل غير النبع والمصب والمطاف
حيث تجيء الشمس
كالعُشبة الساحرة السوداء
حيث تشب الشمس
كالفرس الحمراء
حيث تصير الشمس
عرافة الشقاء والسعادة
عرافةً أو أسداً ، أو نسرْ
ينام كالقلاده فوق جبين الدهر .
يا كمنجة، أيتها الغريبة ، أتراكِ تلاحقينني؟
كم من مدنِِ بعيدةِِ سيُخاطب فيها
ليلكِ المتوحّد ليليَ المتوحّد
هل العازفونَ مئات ؟ أم هو دائماََ العازفُ نفسه؟
أفي كل المدنِ الكبيرة
أمثالُ هذه الكائناتِ التي لولاكِ
لكانت اختفت في قيعانِ الأنهار ؟
ولم يلمسني هذا الشيء في الصميم دوماََ؟
لم أنا أبداََ جارُ أولئك اللذين
تُجبرُ مخاوفهم المرءَ على الغناء
وعلى أن يرددَ: إن الحياةَ
لأثقلُ من أثقلِ الاشياء ؟

_ريلكة
-ترجمة كاظم جهاد
(حديقة النبات الغرائبي بباريس)
لا رؤية هنا لأراضِِ مجهولة،
ولا من شعورِِ بأن نساءُ سمراوات
ينبثقنَ راقصاتِِ من ثيابهن المنحسرة.
ما من ألحانِِ غريبةِِ، وحشية ،
ولا من أغانِِ تصعد من الدم،
ولا من دمِِ يصرخ من أعماق المهاوي .
ما من نساءِِ سمر مخمليات الأجساد ،
يتمططن في تعبهنَ الاستوائي ،
ولا من عينِِ تبرقُ كسلاح.

_ريلكة من كتاب الصور
-ترجمة كاظم جهاد

اللوحة للرسام الفرنسي جول جوزيف (فتاة غجرية)
خريف

الأوراقُ تسقط، تسقطُ وتبدو آتية من بعيد،
كأن حدائقَ نائيةُ تنجرد من أوراقها في السماء ؛
إنها تسقط راسمةُ إشارة نفي.
والأرض الثقيلة تسقطُ أثناء الليل هي أيضاََ
ومن النجومِ تهوي في قلبِ العزلة.
ونحنُ أيضاََ نسقط. هذه اليد تسقط.
والأيدي الأخرى في كلِِ منها هو السقوط.
لكن ثمةَ من يمسكُ بيديهِ برفقِ لا انتهاء له
بالأشياء الساقطة كلها.

_ريلكة

اللوحة للرسام الاسباني سلفادور دالي(فتاة عند النافذة)
▪️في أوقاتٍ مضت

ترجمة: جمال جمعة

لا شيءَ عادَ مثلما كان.
ما عدنا نذهبُ إلى الحانة
لنُبهِجَ قلوبنا.

لا شيءَ، كلاّ! لا شيءَ عادَ مثلما كان.

ما عدنا نترنّحُ من السُّكْرِ في الطرقات.
وفي الصباحِ، حينما نستيقظُ
لا ننالُ قُبَلاً من نساءٍ جميلات.

لا شيءَ عاد مثلما كان.

بعيدًا عنّا توجد الخيول،
وبعيدًا جدًّا فرّت الطرقات.

على الظَّهر نحملُ الأطفالَ
وبأنفسنا نسحبُ العربات.

حَدَواتُ خيولِنا لم تعد تلتمع
في ندى الأعشابِ،
لم نعد نقطفُ، في سباقٍ وحشيّ
الخوخَ الأزرق.

لا تتركنا نموت، يا ربّ.
أعطِنا نبيذًا أحمر !

[من: ديوان الغجر، أغاني غجر يوغسلافيا]
2024/04/29 17:48:04
Back to Top
HTML Embed Code: